ارض العجائب

عشرة عالميا.انها كوريا الجنوبية القابعة مع جارتها الشمالية على اطراف قارة آسيا، حيث كانتا تشكلان في ما مضى أمة واحدة.

يستحق هذا البلد عناء الزيارة، لا بل ان زيارته تشكل مفاجأة سارة، ل “كوريا الجنوبية”، المتجاورة مع الصروح

التاريخية والآثار الضاربة في الزمن، التي تؤشر الى حضارة عريقة وماض يعتز به الكوريون كبير اعتزاز.

ينحدر الكوريون من اسرة عرقية واحدة، ويعتقد انهم من سلالة القبائل المنغولية التي استوطنت شبه الجزيرة الكورية قادمة من آسيا الوسطى.

ويحكى ان الملك “دان كون” الابن الاسطوري من الاله السماوي وامرأة من قبيلة “الدب”، قاما بتأسيس اول مملكة في التاريخ الكوري هي مملكة “تشو سون”، في ما عرف بالعصر الكوري الاول، بعدها نشأت دويلات وممالك في شبه الجزيرة الكورية، تم توحيدها في القرن السابع تحت لواء مملكة “شيلا”.



في بدايات القرن العشرين خضعت “كوريا” للاحتلال الياباني، ثم تم تقسيمها رغما عنها الى دولتين بعد الحرب العالمية الثانية، تلا ذلك اندلاع الحرب الكورية التي دامت ثلاث سنوات.

وقد طبعت معاناة الكوريين حياتهم واثرت في سائر مظاهرها، الا انهم بقوا على الرغم من ذلك شعب متسامح يحترم القيم ويترجم آداب السلوك بابتسامة وانحناءة ودودتين.

تحط بك “الطائره” في “سول” العاصمة السياسية والاقتصادية وايضا الثقافية ل “كوريا الجنوبية”، حيث يعيش اكثر من 11 مليون كوري، يتوزعون على ضفتي نهر “هان-كانغ” التي يصل ما بينها 28 جسرا معلقا. يشهد شريان “سول” على حيوية الكوريين، الذين انتجوا في نحو اربعة عقود ما يسمى بمعجزتهم الاقتصادية، في بلد كان يعد في الماضي القريب من البلدان الزراعية الفقيرة.

تقتفي في جولة خطى هذه المعجزة، وتتلمس انجازاتها المتآلفة مع شواهد التاريخ على غير نفور، تظللها جميعها طبيعة ساحرة بين حدائق ومنتزهات وجبال تعانق المدينة من كل صوب.

تزور القصور الملكية التاريخية العائدة الى عصر مملكة “تشوسون” والمتحف الوطني، التي تجسد محتوياته معاناة الكوريين خلال الحرب الكورية. يمكنك ان تزور في “سول” ايضا ضريح “جيونغ ميو”، الضريح الملكي الذي بني عام 1395 تكريما للملوك والملكات، وقد تم اختياره تراثا ثقافيا عالميا عام 1995 من قبل الاونيسكو. كما يشكل مركز “سيغونغ” الثقافي وصالة هوام للفنون والمنزل الكوري، الذي يصور الحياة الكورية التقليدية وجهة جذابة للسياح.

يتيح لك برج “سول” فوق جبل “نامسان” التمتع بمنظر رائع للمدينة. وتتعرف في القرية التراثية الكورية إلى الصناعات الحرفية وإلى انواع الطعام والالبسة التي كانت سائدة في “كوريا” القديمة.

اذهب الى اسواق “سول” تتعرف في اسواقها الشعبية الى ثقافة التسوق التقليدية الكورية كما هي الحال في سوق “نام داي مون”. سوق “ميونغ دونغ” يعد شارع الازياء الاول في “كوريا الجنوبية”، تنتشر فيه المحال الفاخرة التي تعرض آخر صيحات الموضة في العالم. أما سوق “ايكو جونغ” فهو من يقود حركة الازياء في البلاد، وفي “يونغ سان” و”سبيس 9” يمكنك شراء كل المنتجات التقنية والرقمية.





للجيل الجديد في كوريا الجنوبية شارعه هو الآخر، هو ستشين تشون”، أما شارع جامعة “هونغ ايك” فيشكل ملتقى النوادي الموسيقية.

ماذا عن ليل “سول”؟ قد يكون الاجمل مع رحلة نهرية بين ضفتي نهر “هان-كانغ” على متن عبارة متهادية، وقد تصادف في رحلتك افراح زفاف او اعياد ميلاد معقودة كلها فوق صفحة “هان-كانغ”، تحت انوار “سول” الجميلة. ورحلتك لن تكتمل فصولها الا بزيارة لجزيرة “جيجو”، التي خصصت لها “الامارات للعطلات” برنامجا ممتعا.

يحتاج الوصول الى هذه الجزيرة الرائعة ساعة واحدة بالطائرة انطلاقا من “سول”. تصنف “جيجو” بأنها جزيرة شهر العسل، وهي تشبه كثيرا جزر المحيط الهندي بمناخها الاستوائي، وتختلف عن سائر “كوريا” بطبيعتها وبتضاريسها وبأنواع النباتات التي تعيش فيها.

تعتبر “جيجو” منتجعا سياحيا بامتياز، يرتفع فيها جبل “هالاسان” وهو كناية عن بركان خامد، كانت اخر ثوراته عام 1007 وقد شكلت الحمم التي اطلقها مناظر خلابة زادت من جمال هذه الجزيرة. تستكشف مع “الامارات للعطلات” دروب هذه الجزيرة، تتسلق صخورها وتسبر كهوفها ومغاورها وتستمع الى لحن شلالاتها، وتقوم بزيارة ممتعة الى متحف التاريخ الطبيعي في الجزيرة.

في كل جولاتك ومحطاتك هذه لا بد وان تستوقفك تجربة الشعب الكوري، رأس المال الحقيقي والعامل الاساسي في الازدهار والتنمية الاقتصاديين في “كوريا الجنوبية”، أحد النمور الاربعة في آسيا، التي تعتبر أكبر معقل للصناعات الالكترونية، وهي تحتل المرتبة الثانية في صناعة السفن في العالم، والخامسة في صناعة السيارات والشاحنات، والرابعة في صناعة النسيج الاصطناعي.

يقابل ذلك تقلص في انشطة الزراعة، التي بقيت تقتصر على الارز، الغذاء الرئيسي للكوريين، نتيجة تحول المجتمع الكوري من الزراعة الى التصنيع ولضيق المساحات السهلية لصالح الجبال التي تغطي اكثر من 70% من المساحة العامة ل “كوريا الجنوبية”.

يعمل الكوريون نحو ستة ايام اسبوعيا، ولا تتعدى عطلتهم السنوية الأربعة أيام، لكن هذا الشعب النشيط لم تسلبه عمليات التحديث والتصنيع من روحانياته، ولم تنل من روابطه الاسرية، وان اثرت فيها.





افسح التقارب العرقي للكوريين في المجال واسعا أمام تعاونهم وتماسكهم، وكذلك فعلت لغتهم الواحدة التي تشكل هويتهم القومية. هذه الهوية لا تتضارب مع المعتقدات الدينية الكثيرة التي يعتنقها الكوريون، اقدمها “الشمانية” وتقول بان كل شيء في العالم يملك روحا، ولم يؤثر ظهور “البوذية” و”الكونفوشيوسية” و”الطاوية” على “الشمانية”، التي لا تزال حاضرة في حياة الكوريين وفي ثقافتهم. أما المسيحية فقد دخلت الى “كوريا الجنوبية” مع المبشرين والمستعمرين في القرن الثامن عشر. ودخل الاسلام اليها مع مسلمي شمال “الصين” في اوائل القرن العشرين، وبواسطة القوات التركية العاملة في اطار الامم المتحدة ابان الحرب الكورية. وتتعايش هذه الاديان مجتمعة بوئام تام، ويتشارك الكوريون في احياء المناسبات الدينية والاخرى الوطنية والتراثية، مثل اعياد الحصاد والشكر ورأس السنة القمرية ويوم الاطفال وعيد الفلاحين.

كما يحيي الكوريون الاعياد العائلية مثل اليوم المئوي لميلاد الطفل وعيد ميلاده الاول وايضا العيد الستين للشخص، وكان دافع هذه الاحتفالات قديما ارتفاع معدل الوفيات وانخفاض متوسط الاعمار، لكن هذه النسب تبدلت بعد دخول كوريا حقبة التصنيع.

والى هذه المناسبات هناك فعاليات ومهرجانات اخرى يحتفل بها الكوريون، مثل مهرجان الفن الذي يقام في شهر مارس/ آذار، ومهرجان الطعام في ابريل/ نيسان، ومهرجان “كوريا” الدولي للرقص ما بين شهري سبتمبر/أيلول واكتوبر/تشرين الأول.

واذا كانت “كوريا الجنوبية وجهتك في الصيف فلا تفوت مهرجان الطين، الذي يقام على الشواطىء الغربية، ويكتسب هذا المهرجان شهرة عالمية لما يقدمه من فوائد تجميلية.

في بلاد الزهور الوفيرة والالوان الزاهية ورقصات “التال” وايقاعات “التايكوندو، تعود بصور آسرة عن حكايات الشرق، محاطة بهالة من غرابة ومن الغاز، قد يكلفك فك طلاسمها القيام برحلة اخرى لاستكشاف جديد..

الموقع


تقع كوريا الجنوبية في شبه الجزيرة الكورية، في شمال شرق قارة آسيا. تحدها من الشمال كوريا الشمالية التي كانت تشكل معها امة واحدة لغاية منتصف القرن الماضي. يفصلها عن “اليابان” بحر داخلي يسمى ببحر اليابان، ويحدها من الجنوب الشرقي مضيق كوريا.



المناخ


تنعم كوريا الجنوبية بفصول أربعة، وبدرجات حرارة معتدلة على مدار العام. اجمل الفصول هما الربيع والخريف، يتميز الربيع بانه فصل الزرع أما الخريف فهو موسم الحصاد وفيه تكثر المهرجانات الشعبية المرتبطة بالحصاد والجني.



“الهان”


اسم “كوريا” في اللغة المحلية يعني “جمهورية الهان الكبيرة”، وينحدر من اسم “مملكة الهان الكبيرة” الاسم الرسمي ل “كوريا” منذ عام 1890 وحتى الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية. أما الاسم العام ل “كوريا الجنوبية” فهو “ناهان” او “الهان الجنوبيون”.



“تايكوندو”


تعني كلمة “تاي” اليد، وتعني “كون” الرجل، أما دو فتعني الفن او الاسلوب، وبهذا تكون (تاي-كون-دو) او “التايكوندو” احد الفنون القتالية التقليدية في “كوريا الجنوبية” التي تشبه الى حد ما “الكارتيه” و”الكونغ فو”. وتتميز باستخدام الركلات العالية والطائرة، وباستخدام الايدي بصورة اقل باللكم والصد.



“تال” و”تالتشوم”


تعني كلمة “تال” باللغة الكورية القناع، الذي يتم تصنيعه من الورق والخشب والفراء احيانا، ويأخذ اشكال الحيوانات لا سيما الخيالية منها. أما “تالتشوم” فتعني رقصة الاقنعة، احد الفنون الشعبية الكورية.





“الجينسينغ”


“الجينسينغ” نبات يشبه الجزر الاصفر تتميز “كوريا” بانتاج أفضل أنواعه، وهو يساعد على تقوية الاعضاء ويحمي المعدة كما يهدىء الاعصاب يتناوله الكوريون بمائة طريقة على شكل شاي او مشروبات، كما يدخل في تركيبات الأدوية.



الزي الكوري


هو “الهانبوك” باللغة الكورية، بالنسبة للنساء فهو يتكون من تنورة تسمى “تشي ما” وبزة قصيرة تسمى “الجيوغوري”، وتحمل الاسم نفسه البزة الرجالية، أما السروال فيسمى “الباجي”. ويرتدي الكوريون “الهانبوك” في الاعياد والمناسبات.



ماذا تأكل؟


“البولغوغي” و”الكيمتشي” طبقان يأتيان في المقدمة. يعد “البولغوغي” من مختلف انواع اللحم، لكن التوابل التي تدخل في اعداده هي العامل الحاسم لجعله لذيذا. أما “الكيمتشي” فيعد من الخضار المخللة، وهو غني بالالياف ويحتوي على القليل من السعرات الحرارية.



ماذا تشتري؟


المجوهرات، الفراء، الحرير، المنتجات البرونزية، المطرزات، ملابس الرياضة، الالكترونيات والجنسينغ

تمام هى دى المواضيع يا هبه

تسلمى على الموضوع المفيد ده